المحور الأميركي يشن حملة علاقات عامة لمواكبة قصف غزة

قرر الرئيس الأميركي بالأمس إثارة قضية مسلمي ميانمار والعمل على حلها. هو يريد بذلك تخفيف الضرر الذي يلحق بصورته في العالم الإسلامي نتيجة تغطيته للعدوان الإسرائيلي على غزة. عموما هذا مفيد لمسلمي ميانمار المساكين. لحسن حظهم أن مأساة غزة ربما تحسن أوضاعهم.

أما بالنسبة لمشايخ الخليج فلا شيء خارج المتوقع. جريدة الشرق الأوسط الناطقة باسم آل سعود ألقت بأخبار غزة إلى الخلف بعد أخبار سورية، وقناة العربية التابعة لآل سعود خصصت دقيقة واحدة فقط في بداية نشرة الأخبار للحديث عن غزة وبعد ذلك انتقلت إلى سورية، وفي نشرة أخرى للقناة وأثناء الحديث مع مراسل القناة من فلسطين ارتكب هذا المراسل خطأ حيث أنه قال “نصف الإسرائيليين في الملاجئ حاليا”، وهذا ما استدعى من مذيع النشرة إسكاته فورا وإنهاء المقابلة.

قناة الجزيرة مضطرة لوضع أخبار غزة في بداية النشرة لأن شيخ قطر كان هناك قبل أيام، ولكنه بدلا من التركيز على دعم المقاومة وإبراز إنجازاتها هو مشغول بتلميع صورة أوباما ومحمد مرسي وخالد مشعل. أنا سمعت خبر مسلمي ميانمار من قناة الجزيرة، وأيضا لاحظت خلال نشرة الجزيرة ترويجا لفيلم وثائقي يهدف لتلميع صورة خالد مشعل.

خالد مشعل هو الذي اختار التحالف مع قطر وتركيا والخروج من محور المقاومة، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة هي ما نراه الآن في غزة. إسرائيل تشن حربا بكامل طاقتها على شعب غزة ومشايخ النفط بدلا من أن يهرعوا لمساعدة هذا الشعب بالسلاح والموقف السياسي نجدهم يجهدون للتعمية على ما يجري حتى تتمكن إسرائيل من إنجاز مهمتها بهدوء. هذا هو ما حققه خالد مشعل. من الطبيعي أن صورته الآن ستحترق في فلسطين، وشيخ قطر مشغول بتلميع صورته عبر فتح ملفات مضى عليها أكثر من 15 سنة.

إعلام آل سعود لم يسمع مطلقا بما يجري في الأردن، أما إعلام شيخ قطر فسمع به وخصص له دقيقتين كاملتين من نشرة الأخبار.

أنا لا أستغرب شيئا من مشايخ النفط، لأن هذا أقل المتوقع منهم، ولكنني أستغرب من الثوار العرب الذين خرجوا تحت دعوى الكرامة. أية كرامة هذه؟ هل كرامتكم هي في التراقص على أنغام أوباما وكلينتون؟

لو أن هيلاري كلينتون طلبت من الثوار العرب الخروج في مظاهرات للمطالبة بتسليح غزة فكيف سيكون رد فعلهم؟ وقتها سيخرجون بالملايين الهادرة.